أقدم إليكم إن شاء الله من خلال هذا الموضوع الجزء الأول من كتاب (سيطر على حياتك ) والذي يتحدث فيه الدكتور إبراهيم الفقي عن
أهمية تحديد الأهداف فيقول في مقدمة الكتاب :
في لحظة ما تشعر أن حياتك تسير إلى غير الاتجاه الذي تريد .. تنظر إلى سنين عمرك السابقة فلا تشعر أنك قد فعلت فيها كل ما كنت تطمح إليه .. تنظر إلى ما هو قادم وتدعو أن يهبك الله القدرة والقوة على أن تفعل فيها كل ما لم تستطع عمله وتنجز فيها الكثير والكثير ....
هل لديك هدف في الحياة ؟؟؟
كثيرون منا يعيشون الحياة ضائعين ليس لهم هدف أو هوية ، أو مهام يتصدون للقيام بها.
وكثير للأسف تضيع حياتهم في عالم التمني يحلمون نعم لكنهم لا يملكون الدافع أو الرؤية أو الخطة المدروسة لتحقيق هذا الحلم .
بالنظر حولنا سنجد أن الأجساد التي تسير في دنيا الناس معظمها يسير ويمضي بلا هدى وبدون وجهة محددة ومرسومة بدقة .
قامت جامعة yale بعمل بحث يضم خريجي إدارة الأعمال الذين تخرجوا من عشر سنوات في محاولة منها لاكتشاف منهجية النجاح لديهم.
فوجدوا أن 83 % من العينة لم يكن لديهم أهداف محددة سلفا وكان من الملاحظ
أنهم كانوا يعملون بجد ونشاط كي يبقوا على قيد الحياة ويوفروا لهم ولأسرهم
متطلبات المعيشة ، على الجانب الآخر وجدوا أن 14% منهم كان لديهم بالفعل
أهداف لكنها أهداف غير مكتوبة ولا يؤازرها خطط واضحة للتنفيذ وكانت هذه
العينة تكسب ثلاثة أضعاف العينة السابقة .
وفي الأخير كعينة مختلفة تمثل 3 % من الطلاب وهم الذين قاموا بتحديد أهداف
واضحة وقاموا بصياغتها وكتابتها ووضع خطط لتنفيذها وهؤلاء كانوا يربحون
عشرة أضعاف دخل العينة الأولى .
مما سبق يتضح وبقوة أهمية وضع أهداف لنا. وأن عمية رسم خطط تساعدنا على تحقيق هذه الأهداف
كذلك أهمية أن يكون لدينا العزيمة والإرادة لتحقيق هذه الأهداف.
سائر ولكن إلى أين المسير؟؟
يقول رسول الهه – صلى الله عليه وسلم - : " كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها"
أي أن كل شخص في هذه الحياة يسير ويمضي فهناك من يمضي إلى طريق معلوم واضح
المعالم يفيد نفسه في الدنيا والآخرة وهناك من يغدو متخبط ليس في جعبته من
أسهم الخير والرؤى المستقبلية الخيرة، لدي كل شخص في هذه الحياة أحلام
وطموحات لكن منا من لا يهدأ له بال إلا وقد تحقق هدفه وأصبح واقعا ملموسا.
ومنا من ينسى حلمه الجميل ويسير في الحياة وهدفه لقمة العيش ومتطلبات الأولاد وطموحه سداد ديونه والموت بهدوء .
وبالرغم من ان قدرة الإنسان منا جبارة وبأننا لا نستخدم سوى جزء ضئيل جدا
من القوة التي منحنا الله إياها إلا أننا ندمر هذه القوة بعدم استخدامنا
إياها وبعدم استثارة الحماسة والدافع والطموح من خلال صنع أهداف براقة .
والغريب أن هناك كثير من الحقائق تعمي أعيننا عن رؤيتها رغم وضوحها الشديد !
ذات يوم كنت أتحدث مع مدير إحدى الشركات بكندا وسألته : هل حصلت على إجازة ترفيهية قريبة ؟
فأجابني : نعم لقد ذهبت إلى المكسيك ومكثت فيها أسبوعين كاملين .
فقلت له : جيد وكيف خططت لإجازتك ؟
قال: حددنا ميزانية الرحلة ، ثم أخترنا المكان الذي نود الذهاب إليه بقدومنا كي يينتظرونا ثم اتصلنا بأكثر من شركة سياحية لنرى أيهما يعطي مزايا أكثر واخترنا أفضلها بالفعل وذهبنا إلى المكسيك وتمتعنا برحلتنا التي خططنا لها .
فقلت له : رائع أرى أنك ممن يخططون لأنفسهم بدقة .
فقال باسما : بالطبع ، خاصة الإجازات فالتخطيط الجيد يجنبني المفاجآت والاهتمام بالتفاصيل الصغيرة يوفر على الوقت في إصلاح ما قد يفسد من الأشياء وبهذا أتجنب المفاجآت الغير سارة وخيبة الأمل التي قد تطل برأسها.
فبادرته بسؤال : إذن هل لديك برنامج منظم لحياتك اليومية ؟
فقال : هذا يحتاج إلى وقت وجهد كبيرين وهذا مالا يتوفر لدي لكنني أسجل في ذهني دائما خططي وأحفظ في ذاكرتي خططي المستقبلية !
تأمل معي : صاحبنا خطط لرحلته الترفيهية بكل دقة واستعان بكل الأدوات التس
تساعدة على تحقيق أهدافه لكنه لا يلقى بالا بحياته ولا يفكر في التخطيط
لها!
شخص آخر قال لي أنه لا يؤمن بمسألة الأهداف وأنه يرى أنها مضيعة للوقت .
وأخبرني أنه قرأ كثيرا وحضر دورات كثيرة وأنه حاول قبل تحديد أهدافه في الحياة لكن جميع محاولاته باءت بالفشل والخسران المبين .
فسألته : هل تستطيع أن تسافر بسيارتك لمكان جديد بدون أن تأخذ معك خريطة
توضح لك كيف تمشي وتجيبك على تساؤلاتك كم قطعت وكم تبقى ومتى أصل ؟
فقال بسرعة بالطبع لا إنها مخاطرة آنذاك فسألته : نعم هي مخاطرة إذن قل لي ماذا تفعل عادة عندما تود القيام برحلة إلى مدينة مجهولة بالنسبة لك ؟
فقال : أحدد الوجهة (إلى أين أمضي ) أحدد الحاجة ( لماذا أمضي ) ثم أحضر خريطة حديثة للطريق وأقوم بجمع معلومات حول الطريق وأحدد كذلك كم الوقت الذي تقطعه السيارة عادة وغيرها من المعلومات التي تفيدني في رحلتي .
فأعدت صياغة سؤالي الأول عليه : وماذا إن لم تقم لكل هذه الخطوات ؟
فقال بسرعة : سأضل الطريق حتما
وهذه عينة اخرى لشخص يرفض يسير في رحلة قد لا تزيد عن يومين بدون خريطة
لكنه في المقابل لا يؤمن بالتخطيط لحياته أكملها ولا يرى فائدة من ذلك
ويمضي في حياته ضال تائه بلا خطة أو هدف !!