رواية يوم الخميس

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

هذه اولى محاولات في الكتابة ...وهذا هو الجزء الاول للرواية

اتمنى ان تنال اعاجبكم





كان يوم خميس رائع و ربيعي يملئه الحب من جميع الاتجاهات

بل كان يوم الحب الاسطوري و كان الجميع يبتسم منذ الساعات الاولى لهذا اليوم



حتى ان ذلك المجنون احس بتلك السعادة الغامرة التي تملئه دون ان يجد ادنى تفسير فأكتفي بالتعبير عليه بكثير من الصمت الرهيب و الابتسام..توسد الحجر كالعادة

حتى ابصر تلك الانيقة ذات الكعب العالي الاحمر و الشفتين المعسلٌتين الحمراوتين أيضا

لم يفارقها بنضارته حتى أحسن انه ابوها



وهاهي تزداد تألقا كلما ازدادت الشمس بريقا

انها تسترق البصر لتتظر الى ساعتها دون لفت انتباه المارة المشغلونة كعادتهم في الذهاب و العودة بخطواتهم المتسارعة

لكنها واثقة أنه سيأتي اليها حتى وبدون موعد

فهي لم تحدد معه موعد لانه القدر وحده يحدد المواعد الجميلة

المواعد الاسطورية

مواعد الحب الحقيقة

دائما يتكفل بها القدر

وربما يكون قد انشغل القدر بغير الحب في مدينة لا تعرف الحب الا في يوم الخميس

ربما انشغل القدر بطلاق الزوجين او انشغل بايجاد عمل لاحد البطالة

او ربما انشغل القدر بقبض روح احدهم

لا بل انشغل القدر بازدياد مزيد من الطفال في مدينة اختفت كثيرا ابتسامة الاطفال

ولكنها لاتزال تثق انه سيأتي لانه اخبارها ان قلبه من يدله عليها

الوحيد الذي احبها عن صدق

اخبرها يوما أن الموت فقط قد تمنعه عنها

ها قد مرت ساعة

مرت ساعتين

ثلاثة

ثم عشر ساعات



انها السادسة تماما

وهو لم يأتي

مزالت مسمرة في ذلك المكان و لكنها ذبلت قليلا كما تبدأ الوردة في الذبول بعد اول يوم من الانقطاف

وفي مكان ما من قلبها لا تزال تحتفظ بأمل وجوده جبنها

عشر ساعات كاملة و لم تفارق أعين المجنون قامتها التي انحت قليلا و كأنها نزعت ذلك الكعب المالكي

الذي تشبه اناقته ما تملكه الملكة ديانا





لكنه لم يأت بعد

بدأت تفقد الامل

تفقدت هاتفها عله رن ولم تسمعه لكن

لم يرن ولم يأت

هل غير حبه كما يغير الناس جواربهم ؟

هل غيرها كما غيرت هي ثيابها بعد أول لقاء ؟

لماذا لم يأت

الف سؤال تبادر الى ذهنها

والف عذر تبادر الى ذهنها

ثم الف تأويل تبادر الى ذهنها و هو لم يأت بعد

ولايزال ذلك العجوز المجنون البالي الملابس الذي قرر اليوم أن لا يأكل ولا يشرب و لا يتجول في المدينة كما يفعل يوميا

وراح ينظر و يحرس الانيقة الذي اسمها ابنته

ولكن هل سيأتي

هل احبها ليعود اليها

لا تزال تفكر هي و تزداد اصفرار .....







للقصة بقية

الجزء الثاني



مرٌ اسبوع من الاحباط الذي ساد ذلك المجنون

الذي راقب في خميس سابق كيف جائت تلك الانيقة الرائعة

كيف انتظرت كيف تفائلت وكيف تفاجاة و ذبلت

ثم تراجعت بكثير من اليأس و القليل من الامل

...



قد انقضى خميس الحب و جاء خميس العشق

و يوم اخر يشهد له الدهر بجماله ...بشمسه البراقة و بابتسامة لم تفارق شفاه المارة

المنشغلين بالعودة و الاياب دوما كعادتهم



اختار او عاد بالاحرى الى نفس المكان الذي كان يبصر منه تلك الفتاة

فتاة الاسبوع الماضي

فتاة خميس الحب

توسد الجدارو تسلطن كعادته





انها التاسعة صباحا كان يضنها ستاتي اليوم ليستمتع بلحظة الانتظار

او يشاهد لحظة ارتطام العشيق بعشيقته

لكنها تاخرت هذا الخميس



هاقد بزغ فجر اخر ...لكنه كان شابا تفوح منه الوسامة و الرجولة

كان متؤكدا انه جاء بدون موعد ينتظر عشيقته

ينتظر حبا و فقط



بدا مستجعل بل مستعجل جدا

يبصر بين المارة و يدقق النظر عله يبصرها

لكنها لم تأت



مرت ساعات منذ ان بسط قماته

ولم تضهر هي بعد



كان حائرا تائها خاصة بعد مرور ساعات من الانتظار

وهي التي لم تغب عنه يوما

في احلامه لم تفارقه ابدا

وهي لم تاتي اليوم

بدأ يأمل في حضورها

لانه يحبها و فقط

لانه وفي لها

لانها ملكته الجميلة

واسطورة حبه



ما ان بدأ يدخل الشك في نفسه

حتى اقترب منه ذلك المجنون الذي راقب كل ما حدث للشاب

بشفقة انسته شقائه

اراد ان يخفف عليه و أن يخبره بحضورها الاسبوع الماضي

لكنه اخبره انها ماتت الاسبوع الماضي



' استغفر الله... روح الله يهيدك '

تمتم بتذمر كبير و طرده مشيرا له بيده



و كما كان متؤكدا ذلك المجنون ان جميع الناس دون استثناء يعانون من خلل عقلي وجنون

انسحب دون تأثر



لماذا لم تأتي ؟ هل منعها عني الموت؟

سيطر عليه الفشل و استعمره الاشمئزاز

ولازم مكانه ينتظر مايعكس ذلك

رغم تأكده من انقضاء اليوم

الجزء الثالث و الاخير

لم يتوقع احدا عدم لقائهما...حتى ذلك المجنون

فقد كان الحب قاسمهما المشترك

لكن للقدر رأي أخر



مر اسبوع اخر و جاء خميس اخر

اختلف تمام هذا الخميس عن خميس الحب

انه يوم تعيس

يوم لا صوت له الا للمطر

ولا طقس له الا للبرد

لم يكن حتى للمارة وقت للابتسامة

وكان ذلك المجنون ممدد وسط ساحة المدينة

غير ابه بما يدور حوله

حتى وصل الى سمعه انه اليوم يوم خميس

فقام مباشرة لينفذ ما خطط له طوال الاسبوع

فقد كانت قضيته أن يجمع حبيبين مقابل حياته

فأخذ متطلبات العملية من أعواد كبريت جمعها بمشقة أكبر مما حصل على دلو البنزين الذي اخذه معه

و صعد الى اعلى البلدية العتيقة

وراح يرمي الدلو على جسده مستعملا اعواد الكبيريت لاشعاله

كان المنظر يدعو للشفقة بل للرحمة ايضا

فلا المطر المنهطل ولا البرودة القارسة كانت سلام على جمسه

المشتعل بالنار

و ما ان مرت ثواني عديدة حتى امتلئت الساحة المطلة على البلدية

بجمع غفير من الناس

و قد كان من بينهم الشاب و الشابة

فقد نجح هذا الشهيد بجنونه على جمع متحابين لم يجمعهم القدر

ضحى بحياته ليجعهما و نجح

ورغم النار التي أكلت جسده الا انه ابتسم

لانه شاهد اخير ارتطام عشقين فطري

بطريقة عفوية

لا يوجد للتمثيل دور فيه



انتهى المشهد بنقل جثة المجنون أو بالاحرى عضامه

و افترق الناس و تركت المساحة كلها للعشيقين



لم يرغب اي طرف في الحديث او التعليق على ما حدث

واعتبر كل واحد فيهم الامر فطري خارج عن ارادتهم

و تركو للصمت حق الاجابة عن كل التساؤلات

لان أحسن الاجوبة لأجمل الاسئلة

هو دائما الصمت



فانتهى بهم الحب الى 60 الف قبلة

دون ان يحتاج خلال المدة التي قاربت ثلاثة ايام

الى الكلام النوم أو حتى الأكل

فقد كانت حبهما أكبر من هذه المتطلبات

قبل أن يتذكرو بشكل فطري و في وقت واحد دون الحاجة للتكلم

ان ذلك المجنون الذي القى بحياته في سبيل لقائهما

كان هو قدرهم و كان هو سبب لقائهم

فقرروا الذهاب لشكره و هو في عالمه الاخر



فتكلم الشاب اولا : المسكين اخبرني انك ميتة الاسبوع الماضي حتى لقي حتفه هذا الاسبوع

انتظر ردا منها

ولكن الصمت كان اكبر في ذلك المشهد

ثم اضاف : يجب ان نلحق بقبره ...انه اليوم الثالث لرحيله

لم تجب الشابة و هاهية تستعمل يديها بحركات غربية

لتفهمه انها لم تتكلم يوم

وانها عاشت وولدت صماء

..................

انتهت يوم الخميس